كتبت "البناء" : بينما بدأت الدوائر الأميركية تسرّب تفاصيل المشروع الذي يتبناه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، معتمدة على وسائل إعلام إسرائيلية في التسريب، بانتظار لقاء الاثنين الذي يجمع ترامب برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كان كل شيء يشير إلى ساعات حاسمة تنتظر الوضع في غزة، حيث اليمن يواصل إرسال صواريخه وطائراته المسيرة مسبباً ذعراً استثنائياً في داخل الكيان، ينتظر أن يتحول إلى كثافة إضافية في أعداد المتظاهرين المطالبين بوقف الحرب، وحيث الشوارع الغربية الضاغطة لصالح وقف الحرب وإدانة الجرائم الإسرائيلية في غزة لم تعُد أوروبية، وقد وصلت رياح التغيير إلى الحزبين الديمقراطي والجمهوري وبدأت تضغط عشية بدء السنة الانتخابية على مواقف الرئيس ترامب للتخلص من عبء الحرب التي باتت بلا أفق، لكن واشنطن الساعية للتخفف من أعباء الجرائم الإسرائيلية سوف تبذل كل جهدها لتحقيق أعلى نسبة من مطالب إسرائيل مستقوية بضعف الموقف العربي واستعداده للمشاركة في حصار المقاومة، في فلسطين كما في لبنان.
في هذا المناخ ألقى نتنياهو كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في قاعة فارغة، مع انسحاب أغلب الوفود من القاعة، بما وصفته القناة 13 العبرية بقولها إن العالم لا يبصق في وجه نتنياهو وحده بل في وجوهنا كلنا، إنها بصقة في وجه “إسرائيل”، وقد أعاد نتنياهو تأكيد رفضه لقيام دولة فلسطينية وهاجم السلطة الفلسطينية واتهمها بأنها تشترك مع حماس بالعداء لليهود والسامية، داعياً لمفاوضات سلام مع لبنان رابطاً مجدداً أي تنفيذ لموجبات إسرائيلية بقيام الحكومة بنزع سلاح المقاومة، فيما كانت الأزمة السياسية الداخلية بعد قيام رئيس الحكومة نواف سلام بالتدخل بشروط تنظيم إحياء المناسبات عبر إضاءة صخرة الروشة، بهدف التوظيف السياسي ومحاولة الإيحاء بالاستقواء على مناسبة استشهاد السيد حسن نصرالله، بعدما كانت الصخرة قد أضيئت بصور عديدة كان أكثرها إثارة للجدل صورة شارلي ايبدو والعلم الفرنسي، وبعد كلام سلام عن ترك الأمر للقضاء باعتباره ما جرى من جانب منظمي الإحياء مخالفة للقانون، والقصد التعميم الكيدي المتأخر لسلام نفسه، واعتكاف سلام في منزله تم إيجاد مخرج من الوزيرين طارق متري وغسان سلامة بتحويل الاعتكاف إلى تأمل وإنهائه باجتماع وزاريّ، لم يعرف إذا كان ما يليه سوف يكون التصعيد السياسي نحو أزمة، ام طي الصفحة وتركها بين يدي القضاء.
في المنطقة حملت وكالات الأنباء نعياً لمسار التفاوض السوري الإسرائيلي ولو مؤقتاً، بعدما أثارت المطالبة الإسرائيلية بالسيادة على الأجواء السورية قلق تركيا التي اعتبرت ذلك تهديداً للأمن القومي التركي، وبقي احتمال أن يكون التعثر مؤقتاً بانتظار مصير التفاوض حول غزة، وفق معادلة مقايضة الموافقة الإسرائيلية على الحل في غزة مقابل منح “إسرائيل” امتيازات على حساب السيادة السورية؟
في مسار أسطول الصمود الذي أبحر من اليونان صباح أمس، قال الدكتور عزيز غالي طبيب الأسطول، إن الساعات الحاسمة تقترب، وإن الأسطول مصمم على مواصلة رحلته نحو غزة رغم عروض الوساطة لقبول ترك المساعدات في عهدة طرف آخر، لأن المهمة الرئيسية للأسطول هي فك الحصار، ودعا غالي إلى استنفار النشطاء والأحرار في العالم داعياً العرب منهم خصوصاً، للاستعداد لتقديم المساندة لدعم الأسطول والدفاع عنه عبر قيادة تحرّكات في الشوارع العربية أسوة بما يجري التحضير له في الشوارع الأوروبية، مذكراً أن 800 من نشطاء العرب والعالم من 41 دولة يتوزّعون على 60 سفينة وقارباً وزورقاً، يفترض أن يصلوا بين مساء الأحد ومنتصف نهار الاثنين الى سواحل غزة، ما يعني توقع التعرض لهم في هذه الفترة القريبة زمنياً.
ويُحيي لبنان وجماهير المقاومة في لبنان والعالمين العربي والإسلامي الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وثُلّة من الشهداء الذين قضوا في العدوان الإسرائيلي على لبنان العام الماضي.
ووفق معلومات «البناء» سيقيم حزب الله فعاليات ونشاطات متعدّدة وخاصة اليوم تبدأ بوقفة رمزية في مكان عروج السيد نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وثم احتفال رسميّ أمام مرقد السيد نصرالله ثم يبدأ عند السادسة والثلث لحظة الاغتيال إضاءة شعلة النار والأضواء وجميع المباني في مناطق متعدّدة في الضاحية والجنوب والبقاع في الوقت نفسه بصور السيد نصرالله وصفي الدين ورفاقهم الشهداء. ويتحدّث في المناسبة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن تحمل كلمة قاسم رسائل هامة وتشمل مختلف القضايا الأساسية.
كما يزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان في الساعات المقبلة للمشاركة في الذكرى. وقد طلب لاريجاني مواعيد من مسؤولين رسميين.
ومساء أمس، أقيمت في حارة حريك – شارع العامليّة، مكان شهادة سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصر الله وقفة وفاء وولاء إحياءً للذكرى السنوية الأولى للأمين العام لحزب الله، وتكريماً لكوكبة من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا معه.
وجاءت الوقفة تحت شعار «عند أعتَاب عزيز الروح في ليلة العروج»، تعبيراً عن الوفاء والتقدير للتضحيات الجسام والمسيرة الجهادية التي خاضها الشهيد مع رفاقه الأبرار؛ دفاعاً عن المقاومة والقضية الفلسطينية والحق في مواجهة الاحتلال. وشارك في الفعالية حشد شعبي كبير، مؤكداً استمرار الالتزام بخط المقاومة والثبات على نهج الشهداء، وتجديد العهد في الحفاظ على القيم والمبادئ التي جسّدها السيد الشهيد.
إلى ذلك، وفيما يتمادى رئيس الحكومة نواف سلام بتجاهل إحياء ذكرى استشهاد السيد نصرالله ورفاقه الشهداء والتي تشكل مناسبة وطنية، يواصل سلام حَرَده واعتكافه وعقد الاجتماعات لبحث مخالفة منظمي فعالية الروشة لمضمون القوانين بحسب قوله، حيث أعلن سلام اعتكافه في منزله في قريطم الذي حوّله إلى حج لنواب «الكتائب» و»التغييريين» لدعم موقفه، لكنه ما لبث أن انتقل إلى السراي الحكومية لعقد اجتماعين تشاوريين مع الوزراء دعا إليهما في السراي، الأول عقد عند الثالثة من بعد الظهر وضمّه إلى وزراء العدل والدفاع والداخلية، والثاني اجتماع وزاري طارئ موسّع عُقد عند الرابعة، خُصّصا لبحث تداعيات إضاءة صخرة الروشة.
وأشار نائب رئيس الحكومة طارق متري، بعد الاجتماع الوزراء التشاوري إلى «أننا تداعينا لعقد لقاء وزاري حول رئيس الحكومة نواف سلام تأكيداً لتضامن الحكومة، رئيساً وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة».
ولفت إلى «أننا أكدّنا أيضاً أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين دون استثناء، وهو ما ترتب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون والدولة لا تميّز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى». وأعلن متري أنّ «ما جرى بالأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمع في منطقة الروشة، يدعونا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها». وذكر أنّ «الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني».
وأفادت مصادر مطلعة لـ»البناء» أنّ الانقسام بين الوزراء في مقاربة القضية هو سيد الموقف، فيما غرّد سلام خارج سرب الكثير من الوزراء من بينهم نائب رئيس الحكومة طارق متري والوزير غسان سلامة، كان وزيرا الدفاع والداخلية المحسوبان على رئيس الجمهورية جوزاف عون على موجة أخرى معاكسة لموجة سلام. فيما جرى البحث وفق معلومات «البناء» بمساعدة بعض الوزراء لإنزال سلام عن الشجرة عبر بيان حكومي تلاه الوزير متري، وتكليف الأجهزة الأمنية التحقيق مع الجمعية التي مُنحت الإذن للتجمع.
وبحسب المعلومات، فإنّ وزير الدفاع دافع عن الجيش اللبناني وقيادته وأكد عدم مسؤوليّة الجيش في ما حصل ولا يمكن أن يكون مكسر عصا لقرارات حكومية وسياسية خاطئة، فيما دافع وزير الداخلية أيضاً عن القوى الأمنية وقيادتها التي قامت بدورها بحفظ الأمن خلال الفعالية على أكمل وجه من دون إشكال ولا «ضربة كفّ».
ورد وزير الدفاع ميشال منسّى بشكل غير مباشر على رئيس الحكومة وعلى منتقدي «تقصير الجيش والأجهزة الأمنية»، فقال في بيان «إنّ المهمة الوطنية الأساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائماً هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الأهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية». أضاف «لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والأرواح والإصابات والإعاقات في سبيل الأرض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من أحد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعيّة والتلطي وراء تبريرات صغيرة للتنصّل من المسؤوليات الكبيرة». وختم «إنّ للجيش اللبناني وطناً يصونه ورئيساً يرعاه وقائداً يسهر عليه وشعباً يحبّه ويرى فيه الأمل الباقي بعد الله ولبنان». ووفق المعلومات فإنّ رئيس الجمهوريّة داعم لموقف وزير الدفاع في هذا الخصوص.
كما علمت «البناء» أنّ النائب فؤاد مخزومي زار عين التينة صباح أمس، ونقل رسالة من سلام إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري تتضمّن استيضاحاً حول عدم تطبيق الاتفاق بين سلام وبرّي لتنظيم فعالية الروشة، ولتأكيد موقف سلام الرافض لاستكمال عمله المعتاد قبل معالجة الأمر عبر الأطر القانونية ومحاسبة المخالفين لمضمون التعميم الذي أصدره، كما تنقل وزير الإعلام بول مرقص بين عين التينة والسراي الحكومية لاحتواء الموقف، فيما سعى الرئيس بري لتهدئة الأجواء وإيجاد مخرج لإنهاء الأزمة.
وإذ أشارت مصادر معنية لـ»البناء» إلى أنّ حزب الله عبر النائبين إبراهيم الموسوي وأمين شري لم يتعهّدا لوزير الداخلية بعدم إضاءة الصخرة، أفادت قناة «الجديد»، بأنّ «الجمعية اللبنانية للفنون ـ رسالات التي تقدَّمت بطلب العلم والخبر للقيام بالنشاط في الروشة سيتمّ التحقيق معها في تحويله الى غيرِ المتَّفق عليه». وكشفت المعلومات، أنه «في اجتماع السراي جرى عرض الوقائع التي حصلت في التجمع مع تحديد المسؤوليات على أن تتحمّل القوى الأمنية والقضائية مسؤوليتها في ملاحقة وتوقيف الأشخاص والمنظمين المتورّطين في مخالفة التعميم».
وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار، إلى أنّ «اعتكاف رئيس الحكومة نواف سلام اعتراضاً على ما حصل في الروشة يُعدّ موقفاً سلبياً»، موجّهاً الكلام لسلام بالقول: «أنت رئيس حكومة كلّ لبنان وأنت المسؤول عن سيادة هذا البلد».
ميدانياً، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفاً السلسلة الشرقيّة عند جرد الشعرة والنبي والخريبة. وادّعى المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر «اكس» أنّ «جيش الدفاع هاجم موقعاً لإنتاج صواريخ دقيقة تابعاً لحزب الله الإرهابيّ في منطقة البقاع بلبنان».
على صعيد آخر، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته في نيويورك واستقبل قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر. وعرض معه الأوضاع الأمنية في المنطقة والتطورات الأخيرة في الجنوب، وجدّد مطالبته بـ»دعم الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بمهامه في بسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة حتى الحدود المعترف بها دولياً». كما تطرق البحث الى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وعمل لجنة «mechanism» بهدف وقف الأعمال العدائية. وجدد الأميرال كوبر تأكيده «دعم الجيش وفق البرنامج المعد في هذا الصدد».
الى ذلك، أعلن الوكيل القانوني لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، مارك حبقة، في تصريح من مستشفى بحنس، أنّه «تمّ إخلاء سبيل رياض سلامة بناءً على قرار الهيئة الاتهامية في بيروت»، مشدداً على أنّ «رياض سلامة اليوم حرّ». وقال: «نأمل بأن يحاكم رياض سلامة وفق القانون وليس في المحاكم الشعبية». ولفت حبقة إلى أنّ «تسديد الكفالة من سلامة لا يعني الإقرار بأيّ أمر مدعى عليه»، موضحاً أنّ «القاضي جمال الحجار قام بإجراء قانوني بالتحقق من مصدر أموال سلامة وسنثبت مصدرها بالوثائق كافة». وأوضح «أننا سنقوم بملاحقة كل شخص يتعرّض لسرية التحقيق وكلّ من يؤثر على القضاء عبر الشعباوية».
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جلسة عامة تعقد عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين الواقع فيه 29 أيلول 2025 وذلك لدرس المشاريع والاقتراحات المدرجة على جدول الأعمال.
تعليقات
إرسال تعليق